البصرة – خاص بصرة مونيتر
أفاد مصدر حكومي موثوق، صباح الأربعاء 1 تموز 2025، أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني سيتوجه صباح الخميس إلى محافظة البصرة، في زيارة طارئة وصفها مراقبون بأنها مفصلية وتاريخية، وتهدف إلى معالجة أزمة المياه المتفاقمة التي تضرب المحافظة، من خلال التنسيق المباشر مع المحافظ أسعد العيداني والحكومة المحلية، لوضع خارطة طريق واضحة وعملية تقود إلى حل جذري ومستدام.
الزيارة تأتي في وقت حساس، بعد تصاعد التحذيرات البيئية والمجتمعية بشأن ارتفاع نسب الملوحة في شط العرب إلى مستويات غير مسبوقة، وتفاقم أزمة شح المياه في العديد من الأقضية والنواحي، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية واجتماعية تهدد الحياة اليومية لملايين السكان.
ووفقاً للمصدر، فإن زيارة السوداني ستتضمن عقد اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الدوائر الخدمية والقيادات المحلية، بالإضافة إلى جولات ميدانية لبعض المشاريع الحيوية المرتبطة بالماء، بهدف الاطلاع المباشر على الواقع واتخاذ قرارات تنفيذية عاجلة مدعومة بإرادة سياسية حاسمة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الحكومة المركزية بصدد إعلان “خارطة طريق مائية” تقوم على ثلاثة محاور أساسية:
- دعم مشروع تحلية مياه البحر بوصفه الحل الاستراتيجي الأول لأزمة البصرة.
- إطلاق تخصيصات مالية عاجلة لصيانة وتأهيل محطات التصفية القديمة.
- تفعيل التنسيق بين المركز والمحافظة لمعالجة التجاوزات والتقاطعات.
وفي تطور ميداني لافت، أقدم محافظ البصرة أسعد العيداني، مساء أمس الثلاثاء، على إقالة قائممقام قضاء أبي الخصيب، أحد أكثر الأقضية تضرراً من الأزمة، وعهد بإدارة الملف مؤقتاً إلى النائب الأول للمحافظ زيد الإمارة، الذي باشر منذ الساعات الأولى بالإشراف المباشر على محطات التحلية، وتفقد المواقع المتضررة، وتوجيه دوائر الماء والإدارات الخدمية نحو استنفار شامل.
وأكد العيداني في تصريحاته الأخيرة أن المحافظة تمرّ بمرحلة حرجة تتطلب تحركاً عملياً ومتكاملاً، مشيراً إلى أن المعالجات الجزئية لم تعد كافية، وأن هناك حاجة ملحة إلى قرارات فاعلة وخطط استراتيجية طويلة الأمد. كما أعرب عن أمله بأن تسهم زيارة رئيس الوزراء في توحيد الجهود بين المركز والمحافظة، والانطلاق نحو مسارات تنفيذية جدية تضع حداً للأزمة التي استنزفت موارد البصرة وأثّرت على حياة أهلها لعقود.
في المقابل، أعلنت الحكومة الاتحادية عن رزمة عاجلة من القرارات والتخصيصات لدعم مشاريع الماء في البصرة، تشمل تعزيز الطاقة الإنتاجية لمحطات الضخ، وتوفير وحدات معالجة متنقلة في المناطق الأكثر تضرراً، وإنشاء فرق طوارئ مشتركة بين الوزارات والمحافظة لمتابعة التنفيذ على الأرض.
ويأمل الشارع البصري أن تسفر زيارة السوداني عن حلول حقيقية، بعيداً عن الشعارات السياسية، خصوصاً وأن الأزمة الحالية تجاوزت البعد الخدمي، لتلامس الأمن الإنساني والغذائي والصحي لملايين المواطنين. ويعلّق المواطنون آمالهم على أن تتحول هذه الزيارة من بروتوكول إلى منعطف حاسم في مسار إدارة الدولة للملفات الخدمية الكبرى، وفي مقدمتها ملف الماء.
وتأتي هذه التحركات وسط تغطية إعلامية مشددة، ومطالبات من منظمات مدنية وبيئية بضرورة إعلان حالة طوارئ بيئية في البصرة، وتسريع الجهود نحو تنفيذ مشروع التحلية كحل لا بديل عنه لإنقاذ المدينة من أزمة باتت تهدد مستقبلها.