بصرة مونيتر – بقلم نوفل العبيد
فشل القبة الحديدية في مواجهة إيران: انهيار الأسطورة وسط دمار الداخل المحتل
في ظل المواجهة العسكرية المتصاعدة بين إيران والكيان الصهيوني، سقطت الأسطورة التي لطالما سوّق لها الإعلام الغربي والإسرائيلي حول فعالية “القبة الحديدية”، المنظومة الدفاعية التي وُصفت لعقدٍ من الزمن بأنها الحصن المنيع لـ”إسرائيل”. الصواريخ الإيرانية الدقيقة والمركّبة لم تترك مجالًا للشك: هذه القبة قد تآكلت أمام زخم النيران.
القبة التي شاخت مبكرًا

خلال الهجوم الإيراني الأخير، الذي وُصف بأنه الأضخم من نوعه، انهارت “القبة الحديدية” تحت وطأة مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت عمق الأراضي المحتلة. لم تتمكن المنظومة من اعتراض القسم الأكبر من الضربات، مما أدى إلى وقوع دمار واسع طال البنية التحتية، والمواقع العسكرية، وحتى المنشآت الحيوية التي اعتُبرت سابقًا “خارج مدى الخطر”.
الدمار يفضح هشاشة الدولة المصطنعة
صور الدمار المتتالية التي خرجت من الداخل المحتل—من النقب مرورًا بتل أبيب وصولًا إلى حيفا—كشفت حجم الفوضى، وحالة الهلع الشعبي، والعجز الكامل عن حماية المدنيين. تضررت المطارات، أُغلقت الموانئ، وشُلت الحركة الجوية، في مشهد لم يسبق أن شهده الكيان منذ تأسيسه. الدخان المتصاعد من المدن المحتلة كان أبلغ من أي بيان سياسي: الأمن الداخلي في مهب الريح.
تشويه الصورة أمام العالم
لم تكن الخسائر مادية فقط، بل امتدت إلى البُعد الرمزي والإعلامي. فـ”إسرائيل” التي طالما صدّرت نفسها كواحة تكنولوجيا وملاذ آمن في الشرق الأوسط، بدت في نظر العالم كيانًا هشًا، فاشلًا في حماية حدوده، وغير قادر على صدّ هجوم عسكري مركّز. هذا الفشل لم يؤثر فقط في الداخل، بل شلّ ثقة حلفائها وفي مقدمتهم واشنطن، التي بدت مرتبكة وعاجزة عن تأمين مظلة حماية شاملة.
ما بعد القبة: معادلات ردع جديدة
تُثبت هذه الحرب أن زمن التفوق الإسرائيلي غير المشروط قد انتهى. فالإصرار الإيراني على نقل المعركة إلى قلب الكيان كشف ضعف العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي تعتمد على الردع لا الحسم. كما أدخل المنطقة في مرحلة جديدة، حيث لم يعد كيان الاحتلال هو من يحدد قواعد الاشتباك.
ختامًا
إن فشل القبة الحديدية لم يكن عطلًا تقنيًا عابرًا، بل صفعة استراتيجية أظهرت أن “الدولة الأقوى في المنطقة” مجرّد كذبة مكلفة لا تصمد أمام صواريخ الحقيقة. ومع كل صاروخ يسقط، تسقط ورقة جديدة من أوراق الأسطورة التي اسمها “إسرائيل”.