تحدثت محامية عراقية عن مشاهداتها داخل سجون كبرى في البلاد، مثل “الحوت” في الناصرية، و”التاجي” في بغداد، قائلة إن التعذيب وصل مرحلة “قلع الأسنان”، بينما اضطرت النساء إلى بيع أعضاء الجسد لدفع أتعاب المحامين.
وذكرت قمر السامرائي في حديث متلفز، “نحن كمحامين نطالب بإحالة موكلينا للجان طبية، لكن الطلبات ترفض في أغلب الأحيان خصوصاً في دعاوى المخدرات والإرهاب، فمثلاً بعض دعاوى الإرهاب مجرد اعتراف لا أكثر دون وجود شاهد أو أي دليل آخر”.
واضافت ان “بعض المتهمين يعترفون على أنفسهم بأشياء لم يقوموا بها، للتخلص من التعذيب والضغط”ن مبينة “هناك معتقل في سجن الحوت في الناصرية، قلعوا أحد أسنانه “بالبلايس” أثناء التحقيق، وهناك سجين آخر حُقن بـ”التيزاب”، وهناك بعض المتهمين يتعرضون للاعتداء الجنسي لانتزاع الاعترافات منهم”.
وتابعت: “بعض المتهمين بالإرهاب أعمارهم 16 أو 17 عاماً، وينص قانون العقوبات العراقي 101 في عام 1969 أنه “لا يساءل جزائيا من اكرهته على ارتكاب جريمة، قوة مادية أو معنوية”، فهل هناك قوة أكبر من تنظيم داعش للإكراه؟ هل يمكن لشخص أن يقول كلا لداعش إذا أكرهته على الدخول في صفوفها حين تعذيب والديه مثلاً؟”.
ولفتت “لدي متهم محكوم بالإعدام، قُتل أخواه من قبل داعش، وابن خالته ضابط من ضحايا حادثة “القفص” الذي أغرقته داعش في الموصل، بينما تهمته الانتماء لداعش، وذلك اعتماداً على أقوال أحد الشهود الذي اعترف فيما بعد بكذب في أقواله بسبب ضغوطات أثناء التحقيق”.
واشارت “هناك 70 ألف معتقل في السجون حاليا، وهناك بعض النساء يقمن ببيع أعضاء من الجسد مثل الكلى، لتأمين أتعاب المحامين”.
واردفت السامرائي: “عند دخولي لسجني التاجي والحوت أحس إنني في قبر، فماذا عن السجناء؟ كيف لهم العيش هناك، وهناك أساليب تعذيب تعلموها من الأمريكان في سجن أبو غريب، رغم وجود تقاليد التعذيب المتوارثة من عهد صدام حسين”.
واكدت ان “بعض السجناء اختفوا قسراً، وسؤالي هو ما الذي حصل لبعض السجناء المختفين قسراً منذ 2006؟ بينما القانون الدولي الإنساني ينص على تبليغ أهالي السجين عن مكانه”.