د. مريم الدوسري: علاجات آمنة تخفف هبات السخونة والصداع لدى النساء

يمر جسم المرأة بمراحل طبيعية مع تقدم العمر، حيث تحتل الدورة الشهرية جانبا كبيرا ومهما في حياة كل سيدة، فهي تقلق من بدئها مبكرا او متأخرا ثم تراقب بحذر مواعيدها ووتيرتها بشكل شهري لمدة تستمر غالبا 30 سنة ثم تنتهي بمسلسل من التقلبات في الوتيرة والشدة. ورغم هذا الدور الكبير، فهناك أمور لا تعيها السيدات حول ما هو طبيعي وغير طبيعي عندما يأتي الأمر الى الطمث الشهري، حيث هناك مؤشرات تدل على وجود لحميات في الرحم أو أوروام.

تشرح د. مريم الدوسري، رئيسة قسم الولادة في مستشفى الاحمدي، قائلة: بدء نزول الطمث من العلامات الراسخة التي تحدد بدء مرحلة جديدة في جسم الانثى. وعادة ما يحدث ذلك بين سنوات 9 و14 سنة. فيما تبدأ المرحلة الاخرى (مرحلة الأمل او التجدد) بانقطاع الدورة الشهرية ما بين 48 الى 55 سنة. وما يحدد سن السيدة لبدء هاتين المرحلتين يرجع الى عوامل جينية وحياتية ومرضية ايضا.

وتابعت: فالعمر الذي تبدأ وتنتهي به الدورة الشهرية يتشابه بين الأم والخالات وبناتهن عادة. ولكن ذلك لا يعني بأن على الانثى تقبل بدء الدورة الشهرية مبكراً او انقطاعها المتأخر عن النطاق الطبيعي، حيث يستدعي ذلك قصد الطبيب لتشخيص وعلاج اي مسبب مرضي.

ما الطبيعي؟

أشار ت د. مريم الى انتشار الكثير من المعتقدات الخاطئة حول ما يعتبر طبيعيا او غير طبيعي بالنسبة لوتيرة الدورة الشهرية. وقالت: بعض السيدات يعتقدن بان النزف الشديد طوال أيام الدورة امر طبيعي لانه يتكرر لدى الام وخالاتها. فلا تقصد الطبيب لطلب المساعدة وتستمر في المعاناة بصمت لسنوات طويلة وتصاب بفقر الدم ومشاكل نفسية وجسمانية. وللتوضيح، فما يعتبر طبيعيا وصحيا بالنسبة للدورة الشهرية، هي ان تتكرر كل 26ــــ30 يوما، وان تستمر لمدة 3 الى 7 ايام فقط على ان تبدأ خفيفة ثم تصبح غزيرة خلال اليومين الثاني والثالث ثم تخف تدريجيا الى ان تنتهي. وعليه فمن غير الطبيعي ان:

◄ يستمر نزول الطمث لفترة تتعدى 7 ايام.

◄ نزف شديد طوال ايام الطمث.

◄ نزول كتل وتجلطات كبيرة دموية.

◄ آلام شديدة تمنع النوم او الخروج للعمل.

مضاعفات.. وطرق العلاج

من المهم ان تراجع السيدة طبيب أمراض النساء ان لاحظت غزارة ونزفا شديدا، فهناك مسببات ومضاعفات يجب تشخيصها وعلاجها قبل ان تتفاقم وتسبب تدهور صحتها مثل:

• فحص الدم وتقييم تركيز الحديد لعلاج فقر الدم.
• فحص الدم لقياس معدل التجلط ومعاملات التجلط. فقد يكون السبب هو نقص في بروتينات التجلط ( منتشر محليا بنسبة %1).
• فحوصات الغدة الدرقية.
• تقييم صحة الجهاز الهرموني ومعدل الهرمونات الانثوية.
• فحوصات لتقييم صحة الرحم فقد تكون هناك لحمية او تليفات رحمية او اصابة بالبطانة المهاجرة.
• قد يكون السبب مؤقتا، مثل اختلال اتزان معدل الهرمونات الانثوية نتيحة الى التعرض لصدمة نفسية او التوقف عن تناول حبوب منع الحمل او بعد الولادة.

علاجات لمرحلة الانقطاع

خلال السنوات التي تمتد من 40 الى 50 عاما، من الطبيعي ان يحدث اختلال في طبيعة الدورة الشهرية مما يمهد الى بدء انقطاعها. ولكن ذلك لا يعني ان تعاني المرأة بصمت من دون استشارة الطبيب او تتقبل الاعراض والمعاناة الشديدة وتتعايش معها.

وأكدت د. مريم اهمية قصد الطبيب وبخاصة لعلاج النزف الغزير. وقالت: تعتقد الكثيرات بأن النزف خلال هذه الفترة من المسلمات الطبيعية فلا تقصد الطبيب، رغم ان السبب قد يكون اصابتها بمشاكل وحتى امراض خطرة كلحمية في بطانة الرحم او اورام. بالاضافة الى ذلك، تتوافر العديد من العلاجات الآمنة والارشادات الطبية التي يمكنها تخفيف هبات السخونة والصداع والجفاف والتغيرات الحادة في المزاج وغيرها.

الإرهاق والنعاس

مع تقدم العمر ودخول مرحلة انقطاع الطمث، تشتكي كثير من السيدات من تدهور جودة النوم واستمرار شعورهن بالارهاق والنعاس وتقلبات مزاجية وذهنية حادة. فتلمن كبر السن وانقطاع الطمث، إلا ان السبب بحسب دراسة قد يكون مرضا خطيرا وهو نوبات توقف التنفس اثناء النوم او «نوبات الاختناق الليلي».

فقد كشفت دراسة نشرتها مجلة جمعية انقطاع الطمث لجنوب أميركا (NAMS) بأن 35 % من السيدات اللاتي يمررن بمرحلة انقطاع الطمث مصابات بنوبات اختناق التنفس الليلي.

وفي دراسة من مايو كلينيك تتبعت 1691 سيدة مررن بانقطاع الطمث، تبين بأن %25 منهن مصابات بنوبات الاختناق اثناء النوم. وترتفع فرصة الاصابة لمن لديهن العوامل التالية:

• زيادة الوزن والسمنة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• المعاناة من الارهاق والنعاس المزمن نهارا.
• المعاناة من نوبات سخونة شديدة (تضاعف فرصة الاصابة بالاختناق الليلي الى 1.8 مرات مقارنة بمن لا تمر بنوبات سخونة او تكون نوباتها خفيفة).

من أعراض الإصابة

• الشخير العالي.
• تكرار الاستيقاظ من النوم عدة مرات
• ملاحظة وجود لعاب على الوسادة وحول الفم عند الاستيقاظ من النوم.

وعلق د. جون بينكرتون من NAMS قائلا: بينت الدراسة بأن من دلالات الاصابة بهذا المرض هو المعاناة من نوبات السخونة الشديدة.

المصدر/ alqabas