أكد معهد “كوينزي” الأمريكي، أن العراقيين يمثلون الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في العالم العربي، وعلى واشنطن التوقف عن التعامل معهم بعقلية استعمارية.
وذكر المعهد الأمريكي في تقرير، بزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن، والغزو الأمريكي قبل 21 عاماً، وإقامة واشنطن سلطة في العراق فشلت في استعادة النظام وساهمت في إثارة التمرد بعدما جرى حلّ الجيش العراقي بأكمله وتسريح موظفي الخدمة المدنية الأكثر خبرة.
كما أشار التقرير إلى “المعركة الخاسرة” التي خاضتها قوات التحالف وصولاً إلى العام 2007، إلى أن جرى تطبيق خطة زيادة القوات، ثم الانسحاب العام 2011، وعودة الجنود الأمريكيين في العام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، حيث ما تزال هذه القوات في العراق، بينما قام العراق وقوات التحالف الدولي بتغيير مهمة القوات من قتالية إلى استشارية وتدريبية.
وتساءل التقرير عما إذا كانت اللجنة العسكرية العليا بين الولايات المتحدة والعراق فيما تقوم بعملية مراجعة قضية وجود القوات الأمريكية، فإن الجانب الأمريكي قد يتوقف خشية من اضطراره إلى الموافقة على وجود عسكري أصغر وعمليات خاضعة للقيود.
ولم يستبعد المعهد الأمريكي ذلك، لكنه قال إن السوداني قد يرغب في الحصول على التزام علني من بايدن يؤكد على استمرار هذا التوجه من خلال قرار بناء ووفق توقيت ملائم.
إلا أن التقرير أشار إلى أنه بغض النظر عن قضية الوجود العسكري الأمريكي، فإن السوداني يريد تعزيز علاقات بغداد مع واشنطن، التي يعتبرها العلاقة الثنائية الأهم بالنسبة إلى العراق، إلى جانب إضافة أبعاد اقتصادية لعلاقات العراق مع الولايات المتحدة.
وبعدما لفت التقرير إلى أنه برغم اهتمام الأمريكيين بالعراق من خلال النفط، إلا أنه ذكرّ بأن شركة “إكسون موبيل” النفطية الأمريكية الكبرى، خرجت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 من العراق دون أن تحقق مكساب تذكر لجهودها التي استمرت نحو عقد من الزمن، مضيفاً أنه من شأن هذه المغادرة أن تقلل من توقعات الشركات الأمريكية الأخرى، إلا أن السوداني يريد مع ذلك أن ينشط العلاقات الاقتصادية، حيث أن العديد من كبار رجال الأعمال يرافقونه في زيارته الأمريكية.
وتابع التقرير أن التجارة بين الولايات المتحدة والعراق قابلة للتطور، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة صدرت للعراق في العام 2022، سلعاً بقيمة 897 مليون دولار، وكان المنتج الأول هو السيارات، في حين أن العراق صدر بضائع بقيمة 10.3 مليارات دولار، غالبيتها من النفط.
ولفت التقرير إلى أن “طريق التنمية” يمثل أحد الأهداف الاقتصادية الرئيسية للعراق والذي يفترض أن يربط الخليج بأوروبا عبر تركيا، على أن يضم مناطق للتجارة الحرة على طول الطريق.
ولهذا، قال التقرير إنه يتحتم على بايدن والسوداني أن يفكرا في شكل العلاقة مستقبلاً بين الولايات المتحدة والعراق، والتي أصبحت محكومة حتى الآن بالاعتبارات العسكرية، مضيفاً أن المشكلة من خلال فكرة التدخل العسكري، أنها تجعل الطرف يعتقد أنه قادر على الحل، كما تجعله يشعر أنه بمثابة المالك للأرض الأجنبية.
ولذلك، قال التقرير إن “العراق هو الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في العالم العربي، والعديد من الشباب العراقيين يريدون أن يتم فصل الدين عن الدولة، وهو الأمر الذي ينبغي أن يتردد صداه لدى الأمريكيين، حيث يأمل العراقيون، أن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى التعامل مع العراق باعتباره العراق، وليس ساحة للعمليات ضد سوريا وإيران”.