ألمح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، ، اليوم الاثنين، عن دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة بين طهران وواشنطن، وذلك بعد تقارير تحدثت مؤخراً عن دور تقوم به الرياض في هذا الصدد لخفض مستوى التوتر في المنطقة.
وقال كنعاني في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، “لا أستطيع تأكيد خبر تلقي رسائل أمريكية عبر السعودية، لكن الأميركيين يستخدمون طرقا مختلفة لإرسال رسائل إلى إيران وأرسلوا رسائل إلى إيران عبر قنوات مختلفة”.
وأضاف كنعاني، ان “العلاقات بين إيران والسعودية جيدة ومتقدمة، وهناك جهد جدي لتطوير التعاون، ومشاورات مستمرة بين المسؤولين في البلدين، ويتم إجراء الاتصالات عبر الهاتف والمقابلات شخصيًا”.
وبشأن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى العاصمة المصرية القاهرة، اوضح كنعاني، “لا أستطيع تأكيد أو نفي أنه تم التخطيط لرحلة إلى مصر”، مشيرا الى، ان “هناك أجواء إيجابية جديدة في العلاقات بين إيران ومصر”.
العلاقة مع العراق بعد قصف أربيل
كما دافع كنعاني مجدداً عن قصف الحرس الثوري الاسبوع الماضي لمحافظة أربيل شمال العراق، مؤكدا “شهدنا في السنوات الماضية تهديدات لأمننا القومي من إقليم كردستان العراق وأمننا خط أحمر”، مضيفاً “علاقاتنا مع العراق قوية وإيران أكبر المدافعين عن استقلال العراق وسيادته”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ان “العلاقات الإيرانية العراقية قوية ومتينة، ويتمتع البلدان بتعاون شامل في مختلف المجالات، لكن الإجراء الذي قامت به إيران مؤخراً في إقليم كردستان ضد تهديداتها وأعدائها لم يكن إجراءً ضد العراق والإقليم”.
قصف إسرائيل لإيران
وبشان تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقصف إيران، اكد كنعاني، ان “إيران لن تترك أي عمل مناهض لها يقوم به الكيان الصهيوني دون رد”، مضيفاً “الأفضل لنتنياهو أن يخرج من المستنقع أولاً ثم يتخلى عن أوهامه بشأن مهاجمة إيران”.
وأضاف كنعاني، إن “تهديدات وخطابات النظام الصهيوني ستكون فارغة، ولن تترك إيران أي عمل مناهض لإيران من قبل هذا النظام دون رد”.
وتابع “على النظام الصهيوني وخاصة رئيس وزراء هذا النظام المجرم أن يخرج من المستنقع الذي وقع فيه الآن، وأن يكون لديه فيما بعد أوهام كاذبة وأفكار عبثية حول اتخاذ إجراءات ضد مراكز القوى في المنطقة”.
وأفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، بوجود وساطة تقوم بها السعودية بين طهران وواشنطن.
ونقل الموقع عن مصدر في الخارجية الإيرانية، قوله إن “السعوديين استخدموا كقناة بين الطرفين، إلى جانب عمان وقطر وسويسرا التي تمثل في بعض الأحيان الولايات المتحدة دبلوماسيا في إيران”.
وكان على الدول الأربعة العمل وبشكل متكرر كوسيط بين البلدين ومنذ هجمات “حماس” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر والرد الإسرائيلي ضد غزة.
وبحسب المصدر في وزارة الخارجية، فقد ركزت الاتصالات بين إيران والولايات المتحدة على الحد من التوترات وتجنب المزيد من التصعيد بالمنطقة.
وقال المصدر، إن طهران حذرت الولايات المتحدة من التداعيات الممكنة لو وصلت الحرب الإسرائيلية التي أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 24,000 غزّيّ إلى مستوى خارج عن السيطرة.