قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الاحد، إن بلاده ستكرر الهجمات على الحوثيين في اليمن في حال واصلت الأخيرة استهداف السفن في البحر الأحمر، معتبراً أن ادعاء الحوثيين بأن هجماتهم مرتبطة بالحرب في غزة “هراء”.
وذكر كاميرون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية “بي بي سي”، إن الهجمات على اليمن تبعث برسالة “واضحة جدًا” إلى الحوثيين مفادها أن الدول الغربية “مستعدة لاتخاذ إجراءات عملية”.
كما قال وزير الخارجية البريطاني إنه اتصل بوزير الخارجية الإيراني وتحدث معه حول تصرفات الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الحوثيين في اليمن، ووصفها بأنها “غير مقبولة وغير قانونية وخطيرة”.
وذكر “لقد هاجموا سفناً من دول في جميع أنحاء العالم كانت متجهة إلى وجهات أخرى غير إسرائيل، وأن هذا العمل العسكري المشترك سيؤدي إلى تقليص قدرات الحوثيين التي حصلوا عليها بدعم من إيران”.
ويقول كاميرون إن إيران “تلعب دوراً مدمراً للغاية في المنطقة، ونحن بحاجة إلى الإعلان عن ذلك”.
وعند سؤاله بشأن عدم الحصول على إذن من البرلمان البريطاني قبل العملية العسكرية ضد الحوثيين فجر الجمعة الماضي، قال كاميرون “إنه لأسباب أمنية، كان ينبغي أن تتم العملية بسرعة، ولا يعتقد أنه من الصواب إجراء نقاش في البرلمان حول هذا الأمر قبل العملية”.
كما قال وزير الخارجية البريطاني إن بلاده “ليس أمامها خيار” سوى القيام بعمل عسكري ضد الحوثيين في اليمن بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، مضيفاً إن بريطانيا أعطت الحوثيين عدة “تحذيرات بالكاد” قبل الانضمام إلى الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
وتابع “أنه إذا قام الحوثيون بإغلاق طرق تجارية مهمة، فإن الأسعار في بريطانيا سترتفع”. وقال كاميرون إن بريطانيا شاركت في الهجمات للدفاع عن “حرية الملاحة”.
وقال أيضًا إنه “إذا استمرت هجمات الحوثيين، فإن بريطانيا ستهاجم مرة أخرى أهدافًا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم”، مشيراً “إذا منع الحوثيون الشحن، فإن سلاسل التوريد للاحتياجات الحيوية ستكون مهددة وسترتفع الأسعار في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، وسنعمل مع حلفائنا وسندافع دائمًا عن حرية الملاحة”.
ويقول الحوثيون في اليمن، الذين يدعمون حماس، إنهم يهاجمون السفن التابعة لإسرائيل أو التي تتجه إلى هذا البلد بسبب الحرب في غزة.
وقد أدت هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر إلى قيام شركات الشحن الكبرى بتحويل مسار السفن من البحر الأحمر واختيار المسار الأطول في الجنوب الأفريقي بدلاً من ذلك.
ووالحوثيون جماعة سياسية وعسكرية تسيطر على جزء كبير من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وتدعمها إيران.
وقد أعلن الحوثيون دعمهم لحماس ويزعمون أنهم يستهدفون أي سفينة تتجه إلى إسرائيل أو تابعة لها.
ووفقا للولايات المتحدة، فقد نفذت 27 غارة على الأقل منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وأطلقت سلسلة من الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل.
وبدأت الضربات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة ضد الحوثيين في وقت مبكر من يوم الجمعة، ووصفها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأنها “إجراء محدود وضروري ومتناسب للدفاع عن النفس”.
وقال متحدث باسم الحوثيين لرويترز يوم السبت إن الهجمات لم يكن لها تأثير كبير على قدرة الجماعة على العمل في البحر الأحمر والإبحار فيه، مبيناً إن الهجمات “ليس لها أي مبرر” وإن الجماعة ستواصل استهداف السفن الإسرائيلية.