اعترفت شبكة السي ان ان الامريكية الدولية بحسب ما كشفت عنه صحيفة ذا انترسبت الامريكية، بسيطرة الجيش الصهيوني على المحتويات الإعلامية التي تغطي خلالها اخبار الصراع في قطاع غزة، مؤكدة ان الشبكة الامريكية تمنح الكيان الصهيوني سلطة تقرير ما يتم نشره من مواد تتعلق بغزة.
وقالت الصحيفة، ان احد المتحدثين الرسميين باسمها كشف بصفة خاصة، عن مرور المحتويات الإعلامية التي تنشرها الشبكة عن قطاع غزة بــ “رقابة” يمارسها جيش الإحتلال عبر مكتبها في القدس، مؤكدا “يمنع نشر أي مضمون يتعلق بقطاع غزة عبر الشبكة دون الحصول على موافقة مكتب الشبكة في القدس والذي يسيطر عليه الان جيش الإحتلال”، بحسب وصفه.
وتابع “في حال عدم توفر إجابة مباشرة حول المحتويات العاجلة عن قطاع غزة، فان مكتب الشبكة في القدس والجيش الصهيوني داخله يوفر قوائم مستمرة التحدث تضم خطوطا عريضة لما يجب نشره او تفاديه للحفاظ على السردية الإسرائيلية للحرب على القطاع”.
المتحدث اكد أيضا ان علاقة “الرقابة” التي تمارسها إسرائيل على مضامين الشبكة مستمرة منذ أعوام، لكنها تصاعدت في الفترة الأخيرة الى نسبة وصلت الى التحكم شبه الكامل بالمحتويات المتعلقة بفلسطين بعد عملية طوفان الأقصى والحرب التي شنها الكيان الصهيوني على القطاع المحاصر.
الصحيفة اكدت أيضا نقلا عن احد العاملين السابقين في الشبكة، ان إسرائيل “تمارس رقابة على كل سطر يتم نشره عبر الشبكة حول الأوضاع في فلسطين ومن بينها اجبار السي ان ان على تكذيب الاخبار التي تصدر عن وسائل الاعلام الأخرى والجهات الفلسطينية التي تكشف عن طبيعة واعداد الضحايا”.
المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة تضمنت أيضا مجموعة من رسائل البريد الالكتروني التي بعثها مدير الاخبار في الشبكة ديفيد ليندسي الى الكادر، والتي تؤكد على أهمية “تكذيب وتشكيك” المعلومات التي تصدر عن السلطات الفلسطينية ونشر المضامين والمعلومات التي تصدر عن الكيان الصهيوني بشكل تأكيد.
الرسائل شددت أيضا لكوادر اخبار الشبكة الامريكية على ضرورة “التذكير المستمر بهجوم السابع من أكتوبر على الكيان الصهيوني واستخدامه كمنطلق للحديث عن الاحداث في المنطقة”.
يشار الى ان شبكة السي ان ان تتعرض الى اتهامات متصاعدة بتمرير الدعاية الصهيونية الرسمية على حساب الاخبار الحقيقية، حيث اكدت الصحيفة ان منظمة حماية الدقة والعدالة في التغطية الإعلامية، اكدت لها عبر مديرها جيم نوريكساس ان “الحكومة الإسرائيلية تتحكم بالصحفيين وتستهدف أولئك الذين يخالفون توجيهاتها بهدف منع تدفق المعلومات”، في إشارة الى استهداف إسرائيل للصحفيين داخل قطاع غزة.
الصحيفة اختتمت تقريرها بتصريح للباحث الاكاديمي في مجال الاعلام والصحافة سني سينغ، اكد خلاله ان “الاعلام الغربي بشكل عام وليس الأمريكي فحسب قام بمنح السردية الإسرائيلية امتيازات غير مسبوقة ولا تقترن نهائيا بتلك التي منحت للصحفيين والمراسلين الفلسطينيين”، مشددا “الاعلام الغربي يدفع الان بالدعاية الصهيونية على حساب الدقة الصحفية”.