اعلنت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن منح الولايات المتحدة، حنان العتر أرملة الكاتب السعودي الراحل جمال خاشقجي، حق اللجوء السياسي في أمريكا بعد سنوات من اغتيال زوجها داخل قنصلية بلاده في إسطنبول حيث قطعت جثته بمنشار عظم.
ووفق الصحيفة التي كان خاشقجي كاتب عمود فيها قالت حنان العتر بعد قراءة الرسالة التي أبلغتها بالقرار بأنها لم تصدق ذلك وعبرت عن سعادتها بالأمر، خاصة وأن حياتها ستكون في خطر إذا عادت إلى مصر أو الإمارات بعدما عاشت هناك قرابة 26 عاماً قبل اغتيال زوجها.
وذكر النائب الديموقراطي عن ولاية فرجينيا دون باير في بيان تعقيباً على القرار: “حنان خاشقجي لديها أوضح حالة يمكن تخيلها للجوء السياسي، وأنا سعيد لأنني تمكنت من مساعدتها في الحصول على هذه الحماية”.
وكانت العتر قد تقدمت بطلب لجوء للسلطات الأمريكية قالت فيه إن مصر احتجزت عائلتها وأساءت معاملتهم وصادرت جوازات سفرهم بسبب علاقتها بالصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقبل أربعة أشهر من مقتله، احتجزت السلطات الإماراتية حنان واستجوبتها ووضعت برامج تجسس على هواتفها المصادرة حسب صحيفة واشنطن بوست.
وأكدت محامية أرملة خاشقجي رندا فهمي بأن حنان تطالب بتعويض من الحكومة السعودية عن مقتل زوجها وتطالب تركيا بإعادة هواتفه حتى يجري تحليلها.
وخاشجقي الذي عمل سابقا في السفارة السعودية في واشنطن كان منتقداً نشطا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بسبب “اعتقال المواطنين الذين يطالبون بمزيد من حرية التعبير والإصلاحات الديمقراطية”>
وفي 2018 جرى تحذير خاشقجي من العودة لبلده ليستقر في شمال ولاية فيرجينيا، حيث كان متزوجا سابقا ولديه أطفال.
وخاشقجي وزوجته حنان العتر تقابلا في عام 2009 وفي مارس 2018، ارتبطا بعلاقة عاطفية وفي يونيو من ذات العام تزوجا في حفل أقيم على الطريقة الإسلامية في شمال فيرجينيا.
وعاش الزوجين في بلدين منفصلين هو في فيرفاكس؛ وهي في دبي حيث كانت تعمل كمضيفة طيران لدى شركة طيران الإمارات.
لكن خاشقجي شعر بعدها بالاكتئاب والعزلة بشكل متزايد، وقرر الزوجان الانتقال إلى تركيا، حيث يعيش العديد من السعوديين واعتقد الصحفي السعودي أن صوته قد يكون له تأثير أكبر هناك.
وذكرت الصحيفة أن حنان العتر لم تكن تعلم أنه بدأ علاقة في تركيا مع امرأة أخرى وكان خاشقجي يرتب للزواج من الأكاديمية التركية الشابة، خديجة جنكيز.
وذهب الصحفي السعودي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثيقة طلبها والدها تثبت أنه غير متزوج.
لكن بمجرد دخول خاشقجي لمبنى القنصلية جرى قتله على يد فريق مكون من 12 شخصا، وقطعت جثته بمنشار عظم.
ووفق تقارير استخباراتية أميركية قتل الصحفي السعودي بناء على أوامر من أعلى مستوى في الدولة السعودية، بعد خلافه مع السلطات.
بالمقابل فقدت حنان العتر وظيفتها كمضيفة طيران في يوليو 2020 ورفضت شركة طيران الإمارات تجديد عقدها فلم تعد قادرة على العيش في دبي.
وقررت حنان السفر إلى واشنطن بعد ذلك بوقت قصير، واختبأت في شقة محاميها لمدة عام ونصف، خوفا على سلامتها حسب واشنطن بوست.