دعا الخبير الزراعي علاء البدران إلى تغيير سياسة العراق المائية القائمة على أساس قديم هو “خطر الفيضان”، والتحول نحو الطرق الحديثة في الري والخزن والتي لا تقتصر على المرشات ونحوها، بل يجب الاستثمار في “الأنظمة المغلقة”، مثل الخزانات التي لا تتعرض مياهها للتبخر أو خزانات المياه الجوفية في الصحراء، إذ يمكن خزن حتى مياه الأمطار فيها بطرق صناعية مثل شبكات الأنابيب، المستخدمة في كثير من البلدان.
وقال البدران، في حديث مع القناة الرسمية، ” أنه وللأسف ما زلنا في العراق، كل مؤسسات وزارة الموارد المائية تعمل على أساس وجود خطر فيضان، فمثلا تنظيف وكري الأنهر لا زال يعتمد نفس التوجهات القديمة، فمثلاً لم تتحول شركات وزارة الموارد المائية إلى “الأنظمة المغلقة”، التي تُضخ فيها المياه في أنابيب عملاقة وهذه الانابيب تتحول إلى شبكات أصغر ثم أصغر.
القطاع الزراعي ينتعش بالأمطار مهما كانت شدتها، بسبب نوعية المياه، فالمياه السطحية الموجودة في الأنهر بعضها مالح وتحتاج إلى تصفية.
والفرح بهطول الأمطار لا يتعلق بالزراعة فحسب، ففي البصرة المياه في شط العرب منسوبها معروف لكن اختلاطها بمياه البحر يجعلها بلا فائدة أحياناً، لا على مستوى الزراعة ولا على بقية الأصعدة، فالأملاح التي تحملها هذه المياه فوق معدل المعايير المطلوبة، عدا منطقة نهر دجلة في البصرة.
في مناطق الوسط والجنوب ليس شرطاً أن يستخدم الفلاح منظومات الري بالرش، ومن الممكن استخدام الري بالتنقيط أو الري تحت السطحي، والتي تستخدمها دول الخليج، وتم استخدامها في البصرة، وأثبتت نجاحاً، فهذه المنظومات تسمح باستخدام المياه المالحة للزراعة، ولن تسبب مشاكل للنبات، حيث جربت طريقة الري تحت السطحي في زراعة الحنطة، وكان الامر ناجحا، ولو كان الري بالرش لسبب مشاكل.